#مقال: “إنّما الأعمالُ بالنِّيَّات” بقلم🖊️/منى بنت حمد البلوشي

اخبار الولاية
قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: “إنّما الأعمالُ بالنِّيَّات ولكلِ امرئ ما نوى”ها نحن في العشر من ذي الحجة العشر التي يتسابق جميع المسلمين فيها إلى الأعمال الصالحات، والتقرب لله عزوجل بشتى الأعمال، وإدخال السرور على كل قلب أنهكته الحياة.. بينما هناك في المكان الطاهر أعداد من الحجيج تنتظر وقفة يوم عرفات بعد أن أكرمهم الله تعالى بحج هذا العام، وآخرين لم تسنح لهم الفرصة لأدائها، لأسباب لم يتوقعها أحد قد فرضها كورونا على العالم.
هذا العام عام ليس كسابقه فإننا كنّا قد نوينا التوجه إلى بيت الله الحرام وإلى عرفات ومزدلفة ومِنى والمشاعر المقدسة الأخرى وأن أكون رفيقة والدتي التي كانت تنتظر هذه الفرصة سنوات عديدة وقلوبنا جميعا مُعلقة لتلك الديار.نعم نويتُ أداء مناسك حج هذا العام، إلا أنه قيل لي بأنني قد لا أحصل على الموافقة .
حتى جاء الرد بهذه الرسالة فاطمأن قلبي”لقد تم قبول طلبك” وبانتظار الموافقة،وامتلأ القلب أكثر وأكثر شوقا لمكة ووقفة عرفات وعينيّ وقلبي وجوارحي تترقب ذلك اليوم لأن أقف تلك الوقفات التي يقفها الحجيج وهم يُناجون الله ويبتهلون له.بينما سَعدت والدتي لرحلتنا إلى الديار المقدسة وانتابتنا شتّى المشاعر والخواطر الإيمانية ، و تراءات أمام ناظري أستار الكعبة وأنا أردد “لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك”لكن شاءت الأقدار لأن تُلغى جميع رحلات هذا العام لتكون حجتنا إيمانا في قلوبنا بأن الله سيكتبها لنا ونحن في بيوتنا “ولكلِ امرئ ما نوى” ومن خلف الشاشات نستشعرها ومنذ دخول العشر من ذي الحجة وقلوبنا تلهج بالتلبية، فنيتنا مازالت في ألسنتنا وقلوبنا والخيرة فيما اختاره الله لنا..أيام قلائل وسيقف من وفّقهُ الله عزوجل لوقفة عرفات وستختلط مشاعرهم ومشاعرنا بالفرح والسعادة أن وفقهم الله لحج بيته .

كم أغبطهم، وأدعو الله عزوجل أن يحفظهم يكلأهم بعينه التي لا تنام وأن يحفظ الله بلادنا من كل مكروه فحجتنا وإن كتب الله لنا ستكون في العام القادم لبيته الحرام لأكتب لكم تلك المشاعر وأخبركم بها “فلكلِّ امرئ ما نوى”..