مقال / يوم المرأة العُمانية بقلم : سلطان بن محمد القاسمي

اخبار الولاية
ليس أدل على حرص السياسة العُمانية في بيان دور المرأة في المجتمع العُماني من تخصيص السَابع عشر من اكتُوبَر من كُل عام ليكون يومًا وعيداً لها، للاحتفال بها وبجهودها، والتذكير بدورها في الحياة كونها أساس لتمكين المجتمع وتمثل مسؤولية اجتماعية رفيعة المستوى، وهي شريكة في التنمية.. وهذا ليس اختزالاً لجهدها اليومي المستمر، إنما يأتي من باب رفع القبعة لها في مسيرة طويلة تبدأها بالتضحيات ولا تتوقف حتى نهاية المطاف.ولا تتخلف المرأة العُمانية عن أخيها الرجل في حمل أمانة البناء والعطاء، فهي تمضي جنباً إلى جنب في محطات الحياة الاجتماعية سواء كانت منها المحطات التعليمية أو الطبية أو المجتمعية؛ التطوعية منها والرسمية، وتجدها في جميع الميادين من السباقين إلى حمل لواء العمل من أجل عُمان، والارتقاء بمستوى وطنها ومؤسساتها وابنائها.ولا تأتي مناسبة أو ذكرى إلا وكان الراحل جلالةُ السلطان قابوس رحمه الله تعالى يؤكد على أن مسيرة النهضة التي شقت طريقها بخطى ثابتة نحو آفاق التنمية الشاملة في السلطنة أتاحت الفرص المتكافئة لكل المواطنين دون تمييز أو تفرقة، لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم ورؤية الآمال التي تجيش بها صدورهم حقيقة ماثلة أمام أعينهم تثبتها وقائع حياتهم اليومية.. وواصل المسيرة جلالة السلطان هيثم حفظه الله تعالى في تعزيز وإبراز دور المرأة وأن الوطن لا يحلق من دون المرأة، ولقد أولت السلطنة منذ بداية عهدها اهتمامها الكامل لمشاركة المرأة العمانية في مسيرة النهضة المباركة… فالوطن كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق، فكيف إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا!!فكم يكون هذا الوطن جميلاً بعطاء أبنائه، رضياً بما يجود محبوه، كلا جناحيه يخفقان بسلام ومحبة، فلتحيا بسلام أيها الوطن وأنت تحتفل بيوم المرأة وهي تستقبل عامها بهامة مرتفعة، وشموخ لا يدانى، وإصرار على النجاح والإبداع في البيت والمؤسسة والجامعة والمدرسة والحقل والمنتدى.تأتي هذه المناسبة فيغمرنا سرور كبير بيومها الأغر، وعيدها الميمون، وشموعها المضيئة، لأننا نحتفي بها أما وأختا وبنتاً، ومع ظروف جائحة كورونا التي تفشت في العالم، وفرضت إجراءات التباعد الجسدي حفاظا على الانسان، تختلف مع هذه الظروف اليات الاحتفال وعدد الحضور ، إلا أننا سنظل نحتفي بها رافدا من روافد العطاء الإنساني الذي يقدم بلا مقابل، ويعطي بلا حدود، فهي ركن البيت وسقفه، وعضد أخيها في المؤسسات، والمربية الموجهة في المدرسة والجامعة، وهي الماضي الجميل، والحاضر الأجمل، والغد المشرق، وهذا لايدوم إلا بالهمم العالية، والعزائم الماضية، والمثابرة.