#مقال / السابع عشر من أكتوبر.. يوم التميز والفرد بقلم / رحمة بنت صالح الهدابية

اخبار الولاية
للسابع عشر من أكتوبر دلالة رمزية واضحة للاهتمام الكبير الذي أولاه المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – للمرأة العمانية منذ بداية انطلاق مسيرة النهضة المباركة لتكون الشريك الأساسي والعضو الفاعل في بناء وإعمار هذا الوطن جنبًا إلى جنب شقيقها الرجل. وتمثل ذلك في تعليمها بعد أن حُرمت منه لعقود طويلة مرورًا بالحقوق التي كفلها لها القانون لتعيش على إثرها حياة كريمة هانئة وانتهاءً بتقلدها أعلى المناصب القيادية والريادية في البلاد وفتح أمامها المجال للإبداع والتميز عن طريق مشاركاتها المتعددة في الكثير من المحافل و الفعاليات المحلية والدولية على حد سواء.وذلك لم يتأتى إلا من خلال النظرة الثاقبة لسلطاننا الراحل عندما أدرك منذ الوهلة الأولى بأن الوطن لا يمكن أن ينهض بدون الاستناد إلى دعائمه الرئيسية فهو كطائر لا يمكن أن يحلق بحرية بدون جناحيه وهما الرجل و المرأة؛ مثلما قال في أحد خطاباته: “إن الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة، فهو بلا ريب كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضًا منكسرًا؟ هل يقوى على هذا التحليق؟!”فالتركيز والاهتمام بهذه المرأة والحرص على توعيتها وتثقيفها على استخدام أحدث الوسائل والطرق في مختلف المجالات ينعكس لا محالة إيجابا على تربيتها وتنشئتها الصالحة لأبنائنا لكونها الداعمة والحاضنة الأولى لأسرتها، والذين هم بدورهم سيواصلون مرحلة البناء والتنمية على خطى أسلافهم.ومما لا شك فيه فإن ما وصلت إليه المرأة العمانية من مكانة مرموقة يشار إليها بالبنان لم تحظى به الكثير من النساء في كثير من دول العالم، وهذا ما يجب أن يدفعها إلى استغلال ما وصلت إليه الاستغلال الأمثل وبذل المزيد من الجهد لإبراز ما تتمتع به من مقومات ومؤهلات جعلت منها ندًا وشريكًا حقيقيا لا يستهان به ولا بأدواره التي يقوم بها. فلم يعد يقتصر دورها على حدود بيتها وإنما تعدته لتصبح اليوم معلمة ومربية للأجيال تنشر بينهم العلم والمعرفة والأخلاق والفضيلة، وطبيبة حانية كأنها ملاك بين مرضاها تخفف آلامهم وأوجاعهم، ومحامية شجاعة تدافع بسلطة الحق والقانون عن كل مظلوم، وجندية شرسة تدافع عن وطنها بكل قوة وبسالة، وإعلامية منمقة تسعى لنقل صورة بلادها الجميلة للخارج ورياضية وبرلمانية وسفيرة ووزيرة وغيرها من الوظائف والمناصب التي شغلتها المرأة العمانية خلال الـ(50) عاما الماضية.وبعد مرور الـ(11) عاماً على هذه الذكرى المجيدة على نفوس العمانيين عامة ونساء عمان خاصة بتميزها وتفردها عن غيرها من نساء العالم بيوم خاص بها يحتفى فيه بها وبما أنجزته ليكون هذا اليوم الخالد كدفعة معنوية لها لمواصلة طريق الريادة والنجاح ورافداً أساسياً من روافد التنمية البشرية للارتقاء بإنسان عمان نحو القمم والمعالي.وأخيرًا نرفع أكف الضراعة للمولى عزوجل بأن يرحم سلطاننا الراحل المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – ويسكنه أعالي الجنان الذي لم يتوانى ولو للحظة في سعيه الحثيث و المستمر لتمكين المرأة العمانية وإشراكها في بناء وطنها وجعلها عنصرا فاعلا لا يقل شأنًا عن أخيها الرجل في مجابهة التحديات والعمل بإخلاص وتفانٍ لرفعة راية بلادها عاليا.. فشكراً يا مولاي على ما بذلته وما غرسته فينا من حب عمان وأهلها ونعاهدك بأن نمضي في الطريق الذي رسمته لنا لا نحيد عنه أبدا بأن نحافظ ونصون الأمانة التي أمنتنا إياها وهي أن تبقى” عُمان ” كجوهرة غالية الثمن بجدنا واجتهادنا لإبقائها كذلك، كما نجدد فصول الولاء والطاعة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه – بمواصلة مسيرة البذل والعطاء لخدمة وطننا الغالي.