#مقال|حتى لا تندم بقلم/✍️منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية
إحداهن تروي قصتها قائلة: “وردني اتصال مفاجئ في أحد الأيام من إحدى صديقاتي اللاتي لم يكن بيننا تواصل منذ مدة طويلة، رغم أنني كنتُ أطلب منها قبل ذلك أن نتقابل ونجلس ونتعرف على أخبار بعض”.وبعد السلام والتحية منها، بادرتني قائلة: “ما أخبارك؟ اشتقتُ لكِ ولرؤيتك، دعينا نلتقي قريباً لنتحدث في موضوع مهم، وسيغير حياتكِ 180 درجة”؛ فقد كان الحماس للقائنا واضحا من صوتها، فبدوري وافقتُ لأتعرف عما يجُول في خاطرها بعد تكرارها الاتصال بي لعدة مرات، والتقينا وتناولنا الغداء في هدوء واسترجاعا لبعض الذكريات، بدأتْ بحديثها معي “ما رأيك بأن تدخلي في مشروع معي، وما عليكِ سوى أن تشتري سلعة من أحد المتاجر، وبعدها تأتين بزبائن وفي كل مرة يأتي شخص باسمك من طرفكِ، يندرج تحت أمرك وسيُفتح لكِ بطاقة صرف آلي، وسيأتيكِ مبلغ مالي تلقائياً وأنتِ جالسة في بيتكِ دون أن تبذلي أي مجهود يُذكر”.تعجبتُ من كلامها وما قالته لي، حينها بدأتُ أفكر كيف سيكون لي دخل شهري دون أن أعمل وأسعى من أجله؟ وهل سيكون هذا المبلغ شرعيًّا؟ وهل سيكون مالاً حلالاً؟ فبدأتْ التساؤلات تحوم في فكري وأنا بدهشة من أمري ولم أقتنع بفكرتها التي قالتها لي؛ فالحمد لله لستُ بحاجة لمثل هذا المال الذي لا أعرف بأي طريقة سيأتيني، وهل به شُبهة أم لا؟ وبعد تفكير عميق اعتذرتُ لها بأنني لا أودّ أن أخوض تجربة لا أعلم ماذا سيكلفني الأمر بعدها”.وبينما أتجوَّل الوارد في هاتفي استوقفتني رسالة من إحدى زميلاتي تستشيرني قائلة: “أنا أحد مُستخدمي برنامج التواصل الاجتماعي، أتتني رسالة من إحدى الشخصيات المعروفة، والتي تقول لي بأنها تتبرع بمبالغ مالية للمحتاجين، وعليَّ أن أعطيها رقم حسابي البنكي وستحول لي المبلغ وقدره كذا، وهذه الفترة أنا بحاجة إلى مال بسبب ضائقتي المالية التي أعاني منها”.ولا أخفي عليكم كيف كانت فرحتها لا تُوصف وهي تسرد لي قصتها، وكأنها تطير بجناحين مُحلقة بأحلامها لما لا نهاية، وكيف لها بأن تشتري كل ما تحتاجه وتسافر وتحقق ما تتمنى أن تحققه من أمنيات كثيرة، تفاجأتُ منها ومن سرعة ردها لذلك الحساب الوهمي مُرحبةً به، وبسرعة قلتُ لها لا تثقِ بمثل هذه الحسابات فإنها وهمية وستنصب عليكِ وأنت غير مدركة للأمر وخطورته وفي غنى عنها، فالكثير ممن تم النصب عليهن فلا تكوني إحداهنّ.وشعرتْ بالخوف بعد ذلك وقالت: “حسابي الخاص ليس به شيء، ولن تعرف اسمي ولن تصل لي، فقامت بحظرها”، فظلت خائفة من أن الأمر سيصل لذويها رغم أنها لم تفعل شيئا بعد، سوى أنها كانت كانت تطلب منها رقم حسابها للبنك، بعد أن أعطتها الخط الأخضر عندما سمحت بالرد عليها برسائلها.القصص كثيرة، ومنهم من نجا من فخها، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين الإدمان والفخ والتعلم، والكثير ممن وقع في فخها ندم بعدها، رغم أنها ممتعة فلولاها لما وصلنا للعالم ولما أتقنا فن الاتصال والتواصل، فعلينا أن نأخذ الممتع المفيد والذي نتعلم منه فهناك قوانين وقواعد عليك اتباعها قبل أن تخوض غمارها.رسالتي هنا..وحتى لا تندم، عليك أن تتأكد من كل شيء قبل أن تضع ثقتك بأي شخص أنت لا تعرفه ولم تكن بينكما أي صلة؛ فلا تعلم ماذا ستجني من جراء تلك الثقة العمياء، عليك أن تتأنى قبل أن تعض أصابع الندم وأنت تستخدم برامج التواصل الاجتماعي؛ فكن حذراً فرُب ضارة نافعة؛ فاستخدمها على الوجه الذي يليق بك، وبمبادئك وقيمك، ولا تنساق خلفها بلا وعي ولا دراية.