#مقال|الحجر المنزلي والتخلص من الضجر المصاحب له.#بقلم/حسين بن علي الشرقي

اخبار الولاية
يتسيد الضجر هذه الأيام أحاديث الكثير من بني البشر، وهو شيء طبيعي في هذه الجائحة التي نعيشها هذه الأيام و لكن الناجح الوحيد خلال هذه الفترة هو من استطاع استغلال الحجر المنزلي في أشياء مفيدة قد تُنمي ذاكرته و تطور من ثقافتة و موهبتة فالتعبير عن الضجر ليس لأنكم تملكون حياة رائعة. وفجأة سُلبت منكم تلك الحياة ، الحقيقة بأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش وفق قيود مُجبر عليها و لا يستطيع أبداً التعايش مع فكرة الخوف وأن الموت قادم لا محالة فهو أصعب بكثير من الموت نفسه ، الإنسان لا يستطيع أن يعيش بحذرٍ دائم وفق تعليمات معينة من اللجان الوطنية و القائمين على عزل المناطق الموبؤه. وأكاد أجزم بأن الأغلبية يتذمر من الحجر المنزلي الذي يصيبه بالضجر لأنه لم يستطع أن يُقدم لنفسة الشيء المفيد ورسّخ في مخيلتة بأن الموت قادم له بسبب هذه الجائحة التي تعصف بالعالم و التي أوقفت كل مظاهر الاحتفالات و الفعاليات و أغلقت المساجد و الكنائس وكل دور العبادة في العالم و شلت حركة النقل من طائرات و نقل بري و بحري. لا تدعو الضجر يفتك بكم قبل المرض فابستطاعتكم التغلب على الضجر من خلال خلق فعاليات ثقافية بين أفراد عائلتكم ، استغلوا الوقت في القراءة و لا تجعلوا منها مجرد موضة للتصوير ، نمو مواهبكم التي تكاد أن تندثر ولو استعرضنا حياة الكثير لوجدنا حياتهم تتمحور حول صنع المأكولات. لذلك و في ضوء هذه الكارثة فإن القراءة والعلاقة مع الكتب مثل الرياضة لا تُعطيك نتائجها في يوم وليلة بل هي حصيلة جهد متواصل ، العلاقة مع الكتب مثل علاقة الحب الجميلة المتفردة لا تُثمر هذه العلاقة إلا بالتواصل الدائم وبنيان حجر من أساس قوي جداً فلتجعلوا من القراءة متعة في الحجر المنزلي وما بعده و من لم يستطع منكم القراءة عليه استغلال موهبته خير استغلال و في كل دقيقة ، قم بتطوير ثقافتك من خلال وضع بعض المسابقات بينك و بين أفراد عائلتك ، قلل من الخروج من المنزل على أن يكون خروجك للضرورة القصوى فحياتك و حياة أسرتك هي أهم من تلك النزهات التي لا تخدمك بل تهدم ما قمت ببناءه في سنوات طوال. نعم الضجر من حقك و حق للجميع أن يشعروا به هذه الفترة و لكن كفو عن التصور بأن حياتكم كانت تختلف قبل الحجر ، توقفوا عن اتباع نهج الإحباط و أن هذا البلاء غضب من الله و أن المساجد أغلقت بسببه و الكعبة حزينة توقفوا عن هذه النداءات الحزينة ، إنه ابتلاء من الله فمن صبر وشكر ضفر بالأجر ومن سخط وحزن استأثم فكلها أيام بإذن الله و تعود الحياة إلى طبيعتها فقط علينا توحيد الدعاء .