#مقال /‏أهلا بشهر الصوم و الغفران #بقلم/رحمة بنت صالح الهدابية

اخبار الولاية

أهلا بشهر الصوم و الغفران.. بشهر الخير و الإحسان.. بشهر الجود و الرحمة.. أهلا بشهر تصفد فيه مردة الجآن.. ويُكَفُ عنا أذى الشيطان.. و تفتح فيه أبواب الجنان.. و تغلق أبواب النيران..
اهلا بشهر الزهد و التقوى.. بشهر الذكر و التسبيح.. بشهر القرآن و الطاعات.. بشهر نتحرى قدومه من عام إلى آخر بكل لهفة و شوق.. وتتجرد فيه النفس البشرية لتعود إلى فطرتها الأولى بتخففها من أثقال الدنيا و متاعبها..
و تكمن أهمية هذا الشهر المبارك بأنه يعد ركناً أساسياً من أركان ديننا الإسلامي و لا يكتمل إيمان المرء بدونه لقوله صلى الله عليه وسلم : (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت) و اختصه المولى عز وجل دون سائر الأعمال بأن نسبه إليه و تكفل هو سبحانه و تعالى بتكريم و مجازاة الصائمين و القائمين على هذا الفرض العظيم حيث قال على لسان نبيه في الحديث القدسي  :(كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به). و فضّله أيضا بأيام و ليالٍ يضاعف فيها أجر المسلم و تغفر فيها جميع ذنوبة كما جاء في نص الحديث الشريف : “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه”
و فيه أعظم ليلة قد تمر على الإنسان مذ أن ولدته أمه و إلى يوم مماته فمن شهدها فقد فاز فوزا عظيما لذلك أمرنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – بأن نستعد لها أيما استعداد بكثرة العبادات و فعل الخيرات فيها وذلك لعظم أجرها و المكانة الرفيعة التي تصاحب هذه الليلة المباركة و التي يمتد أثرها على الإنسان لأعوام عديدة مصداقا لقوله تعالى : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
وتتجرد به النفس البشرية كما أسلفت و تتخلص من شرورها و أهواءها بحيث يكون العبد أكثر قربا من ربه و أكثر استشعارا بمعاناة من حوله من فقراء و محتاجين و متمثلا لأوامر مولاه و مجتنبا لنواهيه لذلك يعد رمضان فرصة ذهبية و بداية حقيقية لمن يرغب بالتغيير و الإقلاع عن الكثير من الأشياء و العادات السيئة التي نتوهم بعدم مقدرتنا على تركها ليأتي رمضان و يثبت لنا العكس بأننا نستطيع فعل ذلك إذا ما تحلينا بالعزم و الإرادة و الدليل التزامنا و على مدار ثلاثين يوما بتجنب كافة الأمور التي تؤثر على صيامنا.
و علاوة على ذلك لا تقتصر آثار الصوم على الجانب النفسي و الروحي للإنسان بل تتعداها لتصل إلى جسده من خلال تطهيره و تنقيته من السموم وبعض الشوائب العالقة في أجزاءه و العمل على إراحة بعض الأعضاء كالبنكرياس الذي يقلل إنتاج الأنسولين خلال فترة الصيام وأيضا فرز الخلايا لمجموعة من الهرمونات التي تساعد على أن يبقى الجسم مقاوما للجوع و العطش.
و على الرغم من أننا سنعيش و للمرة الثانية على التوالي ظروفا إستثنائية بسبب استمرار جائحة كورونا إلا أنه تبقى لهذا الشهر الفضيل خصوصية و قدسية في قلوب المسلمين بروحانيته و طقوسه و شعائره المختلفة و التي يجب أن تكون وفق احترازت معينة تحمينا ومن نحب من الإصابة بهذا الوباء الخطير.