#مقال/ الحب في زمن كوفيدا ١٩✒ بقلم الاستاذة/أنيسة بنت محمد بن حمد الكيومي

اخبار الولاية
لا يموت الحب بالكره، بل يموت باللامبالاة، تخيل أنك أصبت بفيروس كورونا كوفيد١٩، أهداك أياه أخوك أو ابنك الذي مارس حياته كأن لم يسمع بأن هناك فيروس قاتل يدور في المكان مقتحما الأفئدة ، وتخيل أن الأمر تفاقم بك حتى لم تجد الرعاية الصحية المناسبة لكثرة الحالات المصابة الأقل حدة منك فبقيت تصارع الموت وحدك بلا معين سواك ، فلا طبيب يداويك ولا حتى من أهداك الفيروس _من شدة حبه وشوقه لك _قادرٌ على أن يخففه عنك . مجرد الخيال أدخلنا في دوامة من الأفكار التي لا حدّ لها ، ولكن لنتعمق أكثر في تفكيرنا بعيدا عن العاطفة ،اخواني لنطبق معا طريقة ايشيكاوا*أو مايسمى بعظام السمكة،أو (cause and effect ) ؛لتحديد أسباب خروجنا من المنزل وأثرها، سنقسم الأسباب لأسباب : اجتماعية، اقتصادية، نفسية، صحية، ثم بعد ذلك لنعمق الفكر فيها، ونكتب تحت كل فرع السبب أو المشوار الحافز له، ومن ثم نضع الخيار البديل الذي يُغنينا عن الخروج ، أكاد أجزم بأن الأسباب الصحية هي الأهم ومع هذا من الممكن الاستغناء عنها، خصوصا عندما نعرف بأن عدم ذهابنا للمستشفى أو التقليل من مرات الذهاب يعني حمايتنا وحماية أسرتنا من الخطر، وكذلك فيه محافظة على الموارد البشرية والمالية للدولة الموجودة هناك، فهل تعلم أخي _بارك الله فيك_ بأن تكرار ذهابك للمستشفى يُعرض أحد ثروات الوطن للخطر وأعني هنا رأس المال البشري والذي يعرفه أبو الجدائل*(بأنه المعارف والمهارات والقدرات الجماعية لموظفي المنظمة) ،حيث يعتبر العاملين في القطاع الصحي في هذه الأزمة هم أهم قطاع حيث يمتلكون كم كبير من المعارف والمهارات في كيفية التعامل مع الوباء ، وأنت بكثرة ذهابك تهدد خط الدفاع الأول الذي ندعو الله أن يكون لهم عونا ويحفظهم ويرعاهم . من أجل ذلك كله وأكثر ، من أجل ما نعلم من الأسباب وما لا نعلم لنكن خيرَ معين لبعضنا البعض ببقائنا في بيوتنا فمهما طال الشوق لعوائلنا لا بد أن يأتي يوم ونلقاهم بإذن الله بانتصارنا على الوباء ، وتذكر بأن مرارة الشوق أخف حدّة من مرارة اللوم .المراجع*عاطف. مصطفى. (٢٠١٥).كيف تقتنص الفرص وتحل مشكلاتك. دار كنوز للنشر والتوزيع*العكيدي، وائل. (٢٠١٩) رأس المال الفكري وأثره في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة. دار أمجد للنشر.