#مقال/دوار المنقل بحلته الجديدة وعودة الهوية ✒️بقلم/ سعيد الحميدي

اخبار الولاية
جميعا شهدنا الحراك الذي تشهده ولاية صحم في تجميل دوار المنقل بجهود مشتركة بين دائرة الشؤون البلدية بصحم وأهالي ولاية صحم.حيث تم وضع مجسم لسفينتي البوم والبدن على دوار المنقل القريب من أسواق الولاية،
وتعتبر هذه الأنواع من السفن العمانية التاريخية، وكانت تستخدم في مجال الإبحار للمسافات البعيدة وحمل الأسفار والبضائع عليها. وكما نعلم وبشهادة الأجداد والآباء لنا، أن ولايتنا العريقة كانت تشتهر في مجال التصدير والاستيراد، حيث كانت مراسي صحم البحريه مركز لتصدير البضاعات المتنوعة إلى موانئ الهند وإيران والبصره والبحرين.يمتد هذا المجال البحري في ولاية صحم مُنذ القِدم، حيث تعلم وتدرب العمانيون على مهنة صناعة السفن، فكانت لهم حرفه وعمل لفترات طويلة وتوارثته الاجيال جيل بعد جيل. قبل قرابة عقدين من الزمن عندما كنا نذهب إلى سوق صحم كنا نشاهد هذه الانواع من السفن على شاطئ الولاية، والتي كانت يمتلكها التجار الذين اشتهروا في الولاية بالإبحار والتجارة.

وبعد تغير الأحوال في الحقبة الماضية وتغيير الاجيال ورحيل الأشخاص الذين كانوا يمتهنون هذه الحرفه، باتت هذه الحرفه تختفي من ولايتنا رويداً رويداً.

إن التمسك بهذا الإرث واجب وجزءاً مهماً من تاريخ وثقافة الشعب العماني الأصيل، فهو الوعاء الذي نستمد منه تقاليدنا وقيمنا الأصيلة وثقافتنا وهويتنا الوطنية، وجسر التواصل بين الأجيال، وإحدى الركائز الأساسية في عملية التنمية والتطوير والبناء، والمكوّن الأساسي في صياغة الشخصية وبلورة الهوية العُمانية.