مقال/ اليوم الوطني والعالمي لسلامة المرضى والرعاية الآمنة للأم والوليد. ✍️بقلم/ منى بنت حمد البلوشية.

اخبار الولاية

إن سلامة المرضى تُعد الركيزة الأساسية لبناء منظومة صحية فاعلة؛ وأن الهدف الأسمى للرعاية الصحية هو تقديم الخدمة الصحية والطبية المتكاملة، وذلك لتوقي المخاطر والأخطاء والأذى الذي قد يتعرض لها المرضى من خلال حصولهم على الرعاية الصحية والحد منها؛ ويتمثل حجر الزاوية في التحسين المستمر القائم على التعلم من الأخطاء والأحداث التي قد تحدث.
فمن خلال هذا فإن السلطنة تحتفل في السابع عشر من سبتمبر من كل عام باليوم الوطني الرابع، واليوم العالمي الثالث لسلامة المرضى وهذا الذي استحدثته جمعية الصحة العالمية في عام (2019) بموجب القرار ج ص ع 72-6(2019)بشأن “العمل العالمي بشأن سلامة المرضى”.
وتطلق المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة شمال الباطنة متمثلة في قسم إدارة الجودة وسلامة المرضى الشهر الوطني للتوعية بسلامة المرضى تماشياً مع اليوم الوطني الرابع والعالمي الثالث لسلامة المرضى لشهر سبتمبر (2021) تحت شعار”الرعاية الآمنة للأم والوليد”
ويأتي هذا الشعار لهذا العام بالاهتمام بالأم والوليد وذلك لما تعانيه الأم من متاعب ومضاعفات من جراء الحمل وما قد تفقده خلال تلك الفترة، حيث تهتم وزارة الصحة وجميع المؤسسات الصحية بالسلطنة اهتماما واسعا وكبيرا بهما، وذلك من خلال المتابعة المستمرة خلال فترة الحمل وبعده،وذلك لتلافي حالات الوفاة للأم وللوليد ويعتبرا الركيزة الأساسية في المجتمع الذي لا بد من الاهتمام بهما.
حيث تلقى نحو (810) امراة حتفهن كل يوم، إضافة إلى ذلك، يلقى نحو (6700) وليد حتفهم كل يوم،ويولد نحو مليوني طفل موتى كل عام وأكثر من 40٪من حالات الإملاص(إسقاط الجنين) هذه تحدث أثناء الولادة هذا عالميا، ولله الحمد في السلطنة لا تتعدى هذه الأرقام لما نشاهده حول العالم، حيث يوجد وعي وعناية صحية تامة من قِبل مؤسساتنا الصحية في أنحاء البلاد بفضل الله ثم بفضل الاطباء والمختصين لهذه الفئة والالتزام بمواعيد زيارات الطبيب المختص.
ونظراً إلى العبء الفادح من المخاطر والأذى الذي تتعرض له النساء والمواليد جراء الرعاية غير المأمونة أثناء الولادة، مقترنة بتعطل بعض الخدمات الصحية الأساسية بسبب الجائحة كوفيد19، فإن الحملة تكتسي أهمية أكبر هذا العام. حيث أنني ورغم الجائحة لاحظت اهتمام مؤسساتنا الصحية في شمال الباطنة تولي وأولت اهتمامها بالأم والوليد أثناء الحمل وبعده، ولم تتوانى أو تتراجع عن أي مطلب صحي تقوم به إزاء هذه الفئة، ويأتي هذا اليوم العالمي للاهتمام والوعي باتساع أكثر.
ولنعلم بأنه من حسن الحظ أن غالبية حالات الإملاص(إسقاط الجنين) ووفيات الأمهات والمواليد يمكن تفاديها من خلال تقديم رعاية صحية جيدة ومأمونة على يد أخصائيين صحيين يعملون من أجل هذه الفئة، ولايمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إشراك جميع أصحاب المصلحة واعتماد نُظم صحية ونهج مجتمعي شامل، وخاصة في مجتمعنا ما تلاقيه الأم وازدياد من حالات الإسقاط المتكررة والتي تحتاج لرعاية وعناية أكبر.
فمن الأهداف التي تسعى إليها صحية شمال الباطنة متمثلة في قسم إدارة الجودة وسلامة المرضى باليوم الوطني الرابع والعالمي الثالث لسلامة المرضى للرعاية الآمنة للأم والوليد ولتقديم خدمة صحية متكاملة هي: الوعي العالمي بشأن سلامة الأمهات والمواليد وخاصة أثناء الولادة، وإشراك أصحاب المصلحة المتعددين واعتماد استراتيجيات فعالة لتحسين سلامة الأمهات والمواليد، واتخاذ اجراءات عاجلة ومستدامة لضمان رعاية مأمونة لهما ولا سيما أثناء الولادة،وتفادي المخاطر والأضرار التي يمكن حدوثها أثناء الولادة.
ولنحقق المراكز المتقدمة ولنكون في مقدمة الدول العالمية والعربية علينا ببذل الجهود المتكاملة معا، حيث حصلت وزارة الصحة عام 2017 على الجائزة الماسية الدولية للتميز في الجودة من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، وفي 2018حصلت الوزارة جائزة أفضل قيادة في الجودة(الفئة البلاتينية ) التي تمنحها المؤسسة الأوروبية لبحوث الجودة تقديراً للجهد الدؤوب للرقي بجودة الخدمات الصحية المُقدمة في السلطنة.
فنطمح لأن نحقق المزيد من التميز والتقدم بإذن الله، ولن يحدث ذلك إلا بتكاتفنا جميعا ومجتمعنا بالقرب منا ومعنا فنحن شُركاء في ذلك، ولخلق بيئة آمنة ورعاية صحية مطمئنة وذلك ( لرعاية آمنة للأم والوليد).
” ” ” ” ” ” ”
*(الإحصائيات وبعض المعلومات مصدرها منظمة الصحة العالمية) .