التضحية من أجل إسعاد الآخرين. بقلم: مكتوم بن علي البادي

اخبار الولاية
بينما كنت في طريقي إلى مكان ما في أحد الأيام، شاء الله أن ألتقي بصديق جمعتني به أيام الدراسة الابتدائية و الاعدادية ، فما أن رأيته و صافحته حتى راعني ذلك الهزال الذي بدا عليه و الحزن الذي كسا وجهه و ما أن رآني حتى لحظت طبقة لامعه من الدموع في عينيه ولم أجد في نفسي الجرأة على سؤاله عن أسباب ذلك فقد خشيت إن أنا تكلمت أن انفجر باكياً حيث كان منظره الحزين يوجع نفسي و عصفت بي الذكريات لمقارنته بين ما تعودت عليه في فترة الدراسه حيث كان بشوشاً فرحاً مرحاً ذو ابتسامة دائمه عكس حاله الآن، سألته عن أحواله وأحوال أهله و قلت له: (عاش من شافك) حيث لم أراه أو ألتقي به منذ فترة طويله من الزمن، و كانت إجاباته لي بقدر السؤال .. حاولت جاهدا الاسترسال في الحديث معه فكان مفرط الصمت، كثير الاطراق و الوجوم … سألته ماذا أيضا يا فلان؟ فأجاب في إقتضاب إن أخوتي ليس لهم معيل بعد الله غيري و هم في حاجة إلى نقود و رعاية، و إني أعمل صباحاً و بعد الظهر ، و ليس لدي الوقت للإلتقاء بأصحابي كمثلك و الاستمتاع بوقتي في هذه الحياه، وخيّل لي بأن في صدره طائراً حبيساً يحاول الانطلاق ولكن ظروف الحياه تضيق عليه الخناق عرفت حينها سر هزاله و حزنه .. حاولت عبثاً أن اعيد الى نفسه الأمل .. و لكنه أخذ نفساً عميقاً وهز رأسه وكأن لسان حاله يقول لا فائدة … هذه الحياة لا بد أن يضحي فيها البعض كي يسعد البعض الآخر .. ومن ثم بادر للإستئذان و إفترقنا و بنفسي غصة و لوعة وحزن على حاله .. ودعوت الله أن يوفقه و يسهل طريقه ويكتب له الخير في دنياه وآخرته … إذن يا أخواني وأخواتي في الله ما أجمل أن يضحي المرء من أجل من يحبه طمعاً في أن يرضي الله وإكتساب الأجر من لدنه عزوجل … فحقا ما أجمل التضحية من أجل إرضاء الله فيمن نحبه .. و طوبى لكل من يعمل من أجل إسعاد أهله وأسرته وتوفير لقمة العيش الكريمة لهم.