#مقال/ إصنع شي من لا شي بقلم/ علي بن خميس الخنبشي

اخبار الولاية

النجاح والإبداع ما هو إلا عبارة عن مجموعة من الأفكار المتطورة، والفكرة بحد ذاتها ما هي إلا معلومات وتجارب مجتمعة، فمنذ أن خلق الله الإنسان على هذه الأرض وهو يدعوه للتدبر والتفكر، حيث يقول الله تعالى في محكم آياته: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (191) آل عمران.

منذ الولادة ينشأ الإنسان حاله كحال سائر الناس؛ ولكن طرق التفكير وتكوين الأفكار تختلف، وهذا ما يبين مدى تفاوت قدرات التفكر والتدبر بين الناس، فكل إنسان يحدد مصيره بنفسه، فمنهم من وضع هدفه نصب عينيه وجد واجتهاد فجنى ثمار ما حصد، ووضع لاسمه مكان يذكر بين الناس حتى لو غاب وانتقل من هذه الدنيا.

وآخر عاش حياته دون هدف يذكر، فعاش مجهولا ومات مجهولا.كثير ما نسمع ونقرأ قصص الناجحين والمخترعين، الذين نقشوا أسماهم في سجل التاريخ بحروف من ذهب، فهم ساهموا بإختراعاتهم في خدمة وتقدم البشرية، فأغلبهم نشأ نشأة صعبة، حيث افتقروا للدوافع المادية والمعنوية، ولكنهم كانوا يمتلكون عقلاً يتفكر فتغلبوا على كل الصعاب ونالوا الصواب.في وقتنا الحالي يعيش الكثير من الشباب أزمة البحث عن عمل، ويمضون الكثير من الوقت في ذلك دون البحث عن بدائل أخرى ربما قد تغنيهم عن الكثير من الوظائف، وحتى أصحاب الوظائف لا يبادرون لعمل شي آخر، فتجدهم مكتفين بالمرتب الشهري منذ سنوات؛ ولا يطمحون لعمل شي آخر يميزهم عن الغير.

وهناك فئة قليله رفضت عدة وظائف وذهبت تبحث عن ذاتها وتفتش عن قدراتها وكان ثمار ذلك الجد هو النجاح، فأصبح لهم دخل مالي جيد، فخدم نفسه وأهله ووطنه، ووضع له أسم ومكان في المجتمع.وقفة تأمل…….. إن العقل البشري ثروة من أفضل الثروات التي اذا ما تم الإهتمام بها سوف نحصد النتائج الكبيرة، فعقول الشباب وقود المستقبل، وكلما كان هناك إهتمام بهذه العقول وتنميتها كلما كان هناك تطور ونمو إن لم نحصده الآن سوف نحصده مستقبلاً.