مقال/ في ذكرى نهضة ٢٣ يوليو. بقلم / عبدالعزيز بن سيف المعمري

اخبار الولاية
قابوس لك منا الوفاء … هيثم لك منا الولاءيعتبر الثالث و العشرين من يوليو من عام ١٩٧٠ نقطة تحول في تاريخ الحبيبة عمان حيث في هذا اليوم تولى زمام الحكم أعز الرجال و أنقاهم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – حيث بعد توليه أمور الحكم في البلاد و في خطابه الأول وضح رحمه الله خارطة النهضة القادمة للبلاد و ذكر إنه عازم و بقوة من أجل إسعاد الشعب و توفير جميع مقومات العيش الكريم لإبناء هذا الشعب الوفي وشدد جلالته خلال خطابه على مبدأ المواطنة و إن المواطن شريك أساسي في كل خطوة قادمة و من هذا المنطلق جاب جلالته عمان من أقصاها إلى أقصاها حرصا منه للإستماع للمواطنين و توفير جميع إحتياجاتهم من طرق و مراكز صحية و مدارس حيث كانت عمان في ذلك الوقت تعاني من ثالوث الجهل و المرض و الفقر فكان رحمه الله حريصا على القضاء على الوهن الذي عانت منه البلاد في ذلك الوقت و بأسرع ما يمكن للبناء على هذه الخطوات الأسياسية نهضة و مجد و سؤدد للعظيمة عمان . لم يكن الطريق في بداية النهضة سهلا لجلالته حيث لا نبالغ إن قلنا إنه أوجد شيئا من لا شي حيث كان جلالته يقطع الآلآف كيلومترات للإطلاع على أحوال المواطنين ناهيك عن وعورة الطرق و صعوبتها في ذلك الوقت و كان جلالته لا يصب تركيزه على جانب واحد من جوانب التنمية بل كان يعمل على جميع الجوانب في آن واحد حيث كان يهتم بالتعليم والصحة و الطرق و غيرها من البنى الأسياسية للنهضة .و لأن رقي الأمم و نهضتها أساسها التعليم فكان جلالته حريصا على أن يتلقى أبناء الشعب التعليم في أسرع وقت ممكن حيث قال جلالته كلمته الخالدة سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة و ذكر جلالته في خطابه في ٩ أغسطس ١٩٧٠ عن رؤيته للتعليم في السلطنة و جاء في نطق جلالته ( حيث إن بلادنا قد حرمت لمدة طويلة جداً من التعليم الذي هو أساس الكفاءة الإدارية والفنية ، ومن هنا تنشأ الحقيقة بأن تعليم شعبنا وتدريبه يجب أن يبدأ بأسرع وقت ممكن) و هذا التوجه السامي قابله تأييد من الشعب و قبل الشعب الأبي خوض هذا التحدي مع القائد المغوار إلى إن وصلنا إلى التطور الذي شهده التعليم اليوم بمختلف مستوياته و فروعه حيث عمان اليوم تتملك مختلف الجامعات و الكليات الحكومية منها و الخاصة ترفد مخرجاتها سوق العمل و باقي قطاعات الدولة بمختلف العلوم التى تلقتها في هذه المنابع. و لأن الصحة لا تقل أهمية عن التعليم كان للصحة نصيب من الإهتمام السامي حيث ذكر جلالته رحمه الله في خطابه الرابع ما يبرهن هذا الإهتمام ( أما في مجال الصحة: فان الدولة تضع في أول اهتماماتها، الرعاية الصحية للمواطنين وتعمل جادة على توفيرها لهم، فتوسعنا في إنشاء المستشفيات انطلاقا من شعار (الصحة حق لكل مواطن) حتى وصلت إلى 79 مستشفى وعيادة تضم 1200 سرير مقابل 12 سريرا عام 1970 ) حيث مع مرور العام الرابع للنهضة الجميع رأى على أرض الواقع التطور الذي شهدته الصحة و الخدمات الصحية في البلاد و لإن لغة الإرقام خير برهان فالإعداد التي ذكرها جلالته في خطابه شاهد عيان على التطور الكبير الذي شهده المجال الصحي كون الصحة كانت أولوية في ذلك الوقت . و لإن مع هذا الإهتمام بالبنى الأساسية لا بد أن يوازيه اهتمام بإلامور التشريعية و القضائية فقد عمل جلالته على وضع التشريعات و القوانين بما يكفل حرية المواطن و يضمن مساهمته بأكمل وجه في هذه النهضة الظافرة و شمل ذلك الإهتمام أيضا المساواة بين الرجل و المرأة حيث أعطى المرأة مساحة للمساهمة في نهضة السلطنة حيث كانت و لا زالت سندا لأخيها الرجل في مختلف القطاعات و هذا الإهتمام أعطى ثماره حيث إن المرأة الآن أصبحت تتبوء مختلف المناصب محليا و دوليا . و كانت خطابات السلطان الراحل إعداد لما هو قادم و مراجعة لما هو منجز و هذا نهج عظيم أرساه السلطان الراحل من أجل النهوض بالسلطنة في مختلف المجالات دون إغفال مجال على آخر. و بعد ٥٠ سنة من النهضة المباركة التي قادها جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- شاءت الإرادة الإلهية في يوم العاشر من يناير من هذه السنه أن يترجل الفارس حيث رحل باني نهضة عمان الحديثة رحل من كانت عمان همه الوحيد رحل من كان في خطاباته يخاطب شعبه بلغة الأب الحاني رحل من كانت السلطنة حاضرة في كل خطوة يقدم عليها. و مع التسليم التام لقضاء الله و قدره و الرضاء بمشيئة الله كان لابد لهذي النهضة أن تقوم من جديد و تستمر كما أراد لها أعز الرجال و أنقاهم و من هذا المنطلق و بعد إجتماع مجلس العائلة فقد تقرر فتح الوصية و تنصيب من أشار به جلالته في وصيته حيث كل من في عمان و منهم أفراد مجلس العائلة الحاكمة أرادوا وفاء و لو جزء بسيط من فيض السلطان الراحل فكان فتح الوصية برا و عرفانا للقائد للراحل . و قد أشار السلطان الراحل بإن يتولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في البلاد و ذلك لما توسم فيه من صفات و مهارات تؤهله لهذه المهمة العظيمة و في الخطاب الأول لجلالة السلطان هيثم أكد بإن السلطنة ستمضي في عجلة التطور و التنمية التي أرادها لها السلطان الراحل و إن نهج السلطان الراحل سيكون مشعل المرحلة القادمة و إن الإرث العظيم الذي تركه السلطان الراحل سيكون الأساس الذي سيبنى عليه مستقبل السلطنة القادم . و في الخطاب الثاني لجلالة السلطان هيثم وضع خطة عمل للمرحلة القادمة تضمنت عدة جوانب منها التعليم و تنمية مهارات الشباب و تشجيع الإبتكار و الإهتمام بالمنشأت الصغيرة و المتوسطة و مراجعة نظام التشغيل في القطاعين العام و الخاص و دراسة آلية صنع القرار الحكومي و تنميتها بما يخدم الصالح العام و كان جلالته حريصا على مشاركة الشعب في تحمل هذه المسؤولية حيث كان و لا زال الشعب هو الداعم الإساسي لهذه النهضة المباركة حيث قال جلالته: ( إن بناء الأمم وتطورها مسؤولية عامة يلتزم بها الجميع، ولا يستثنى أحد من القيام بدوره فيها، كل في مجاله وبقدر استطاعته، فقد تأسست عمان وترسخ وجودها الحضاري بتضحيات أبنائها، وبذلهم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على عزتها ومنعتها، وإخلاصهم لأداء واجباتهم الوطنية) و في الختام نسأل الله التوفيق و السداد لجلالة السلطان هيثم بن طارق في حمل هذه الأمانة العظيمة و نسأل الله الرحمة و المغفرة و الفردوس الأعلى لأعز الرجال و أنقاهم جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – .