مقال : التفاهم في الحياة الزوجيةبقلم : عائشة بنت سليمان القرطوبي

اخبار الولاية
من أعظم النعم الإلهية بعد نعمة الإيمان و التقوى أن أنعم الله علينا بنعمة الزوجية، و فيها الكثير من معاني الألفة و الود و التراحم، مما يساعد على سير الحياة، سيرا طبيعياً كما أراد الله تعالى، لتكون معبراً إلى دار القرار، و طريقاً يسلكه السائر حتى يصل إلى مراده و مقصوده، و قد وصف القرآن الكريم علاقة الزوجية بأنها ( الميثاق الغليظ) فيما معناه و روعة بلاغته هو العهد و القوة و التأكيد الشديد على أهمية الحفاظ عليها و الوفاء بها، و من أهم الأشياء لبناء الحياة الزوجية الناجحة، التفاهم بين الزوجين، و بداية التفاهم يكون في كيفية إختيار شريك الحياة على أسس صحيحة من الدين و الكفاءة الشخصية، ثم تأتي الأمور المهمة و الأساسية في الحياة الزوجية، فإذا تم التفاهم على قدر كبير، فلا بد أن يتعرف كل من الرجل و المرأة على طبيعة الآخر، كيف تفكر المرأة و كيف يفكر الرجل. و كيف يعبر كل منهما عن مشاعره، كما يجب الإستفادة من المهارات التي تضمن علاقة عاطفية ناجحة، و من أهم هذه المهارات، الإستماع و الحوار و حل الخلافات و الحفاظ المودة و المحبة. و قد أصبح الأصل في العلاقة الزوجية، التكافؤ و الصداقة و الإحترام، و على كل طرف ليس فقط تجنب ما يزعج الآخر، بل يسعى للقيام بما بنفع الشريك الآخر و يسعده، فإنهما في على أرض واحدة، شريكين مسؤولبن متعاونين في إتجاه واحد، فمل عمل حسن يقوم به أحدهما للآخر، يعود ثماره على فاعله، ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان). و يبقى الإحترام المتبادل و التكامل بين الطرفين، أهم دعامتين لكل علاقة ناجحة و متينة. إن فهم طبيعة الفروق بين الجنسين من شأنه أن يغير حياة الزوجين ليزيد قدرتهم على التعايش الزوجي، و يجنبهم الكثير من المشكلات و الصعوبات، فعدم فهم الفروقات بين الرجل و المرأة، من الممكن أن يؤدي إلى تفكك العلاقة الزوجية و فشلها. المحبة قد تحفظ العلاقة الزوجية لبعض الوقت، فلا بد مع المحبة الفهم العميق و الصحيح للفروق بين الرجل و المرأة، و معرفة الطرق الأنسب للتعامل مع الجنس الآخر، فيجب ألا ينس الرجل أو أن تنسى المرأة أن كلاً منهما مختلف عن الآخر، و أن لكل منهما طبيعة خاصة جعله الله تعالى عليها، فيتوقع أحدهما من الآخر ردة فعل يتناسب مع طبيعته هو، فيكون الفعل الذي فعله الطرف الآخر غير ما توقع الطرف الأول لإختلاف الطبيعة، فتبدأ المشاكل الزوجية. و أهم الأمور للتفاهم في الحياة الزوجية الحوار و التخاطب بين الزوجين، و حل الخلافات و سوء التفاهم، و التعهد بالرعاية و الحفظ، و ذلك من حيث القيام بالواجبات و و التقدير و كل ما من شأنه ان ينم عن كل منهما يضع الآخر في أولوياته. و مما يقوي المحبة و التفاهم بين الزوجين أن يحاول كل منهما أن يحقق حاجات الآخر، فمثلاً المرأة تحتاج إلى الرعاية و التفهم و الحديث عن المشاعر، و الرجل يحتاج إلى الثقة و القبول، فالحياة تصبح أكثر إستقراراً و هدوءاً عندما يتفهم كل طرف طبيعة الآخر و يتعرف كل منهما على الحاجات الاساسية للآخر و يسعى إلى تلبيتها. ما ينتج عنه تحقيق التفاهم و التواصل بين الزوجين. تمنياتي للجميع حياة سعيدة هانئة و مستقرة .