#مقال / عالم متناقض! #بقلم / رحمة بنت صالح الهدابية

اخبار الولاية
أصبح العالم يكيل بمكيالين على الرغم ما يدعيه البعض من أصحاب الفكر والتنويرين بانفتاحهم على العالم، وتقبلهم للآخر الذي يختلف عنهم في الشكل واللون والجنس أو حتى ما يؤمن به من افكار ومعتقدات أخرى.إلا أن الواقع يظهر لنا شيء آخر فكل ما يروج له هؤلاء ممن يدعون بأنهم أصحاب فكر متجدد ومتحرر بأنها مجرد ادعاءات وأكاذيب يضمرون خلفها شرًا مستطيرَا للآخر الذي يختلف عنهم في كل شيء.وليس أدل على ذلك من ما تعرض له المسلمين في السابق، وما يتعرضون له من أشد أنواع التعذيب و التنكيل والتهجير والإقصاء والقتل والتهميش وبث خطابات العنصرية والكراهية ضدهم في الصين والهند وأفريقيا وأوروبا، ثم يأتي الرئيس الفرنسي ويصف الإسلام بالدين الانغلاقي المتشدد الذي لا يقبل الانفتاح على العالم. ووصفه كذلك في خطابه العنصري المقيت قبل أسابيع قليلة فقط بأن الإسلام يعيش أزمة عميقة وكبيرة، وخطة الإنقاذ التي سيعمد على تطبيقها لإخراج المسلمين من هذا الانغلاق على حسب تصوراته المريضة وتفكيره المعوج دون أن يدرك العواقب والآثار السلبية التي ستعقب خطته الغبية هذه.متناسيا أو بالأحرى متجاهلا تاريخ آبائه وأجداده وما قاموا به من جرائم بشعة يندى لها الجبين في كل من سوريا والجزائر ، وفي كل دولة احتلتها فرنسا، حيث استباح الفرنسيون دماء أهل تلك الدول، مرورا بالإجراءات والقوانين الجائرة الظالمة التي تتخذ ضد المسلمين في بلاده من تضييق وملاحقة النساء المحجبات والمنقبات، و المراقبة الشديدة على أماكن دور العبادة للضغط على المسلمين قدر الإمكان بعدم الظهور بالمظهر الديني أو حتى ممارسة طقوسهم الدينية بكل أريحية وكأنهم هم الوحيدين الذين يعتنقون دينا يخالف دين الدولة، والاساءات المتكررة للرموز الدينية وبعد هذا الضغط والتضييق الذي يعيشه المسلمون يستنكر ماكرون وغيره من العنصريين ظهور بعض السلوكيات العدائية من بعض المسلمين ضد بلدانهم.لا ننكر وجود المتطرفين في كل مكان وفي كل ديانة، ولكن عنصرية ووحشية الرجل الأبيض لا يمكن أن تقارن أبدا وعلى مر التاريخ البشري بعنصرية ووحشية أي جنس من الأجناس وإن تم تسليط الضوء فقط على بعض السلوكيات والجرائم التي يقوم بها بعض المتشددين في البلاد الإسلامية.لم يعد للعدل قيمة أو مكانة في هذا العالم الذي باتت تنهش جسمه كل أنواع القوة والبطش و الجبروت وأصبح القوي يطغى ويتجبر على الضعيف دون أن يتجرأ أحد على ردعه أو إيقافه عن طغيانه؛ فعالمنا أضحى متناقضا بصورة يجعلنا نشمئز من هذا التناقض، حيث يصوّر الضحية المغلوب على أمرها مجرما والمجرم الحقيقي يسرح ويمرح ويفعل ما يحلو له دون حسيب أو رقيب!.