#مقال/التعليم عن بُعد ومستقبله الواعد. ✍️بقلم/منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية
منذ ما يقارب 123 عاماً وتحديدًا في سنة 1892م، بدأت جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية البحث عن طريقة لإيصال الدروس التعليمية إلى جميع الطلبة، ووجدت في الرسائل البريدية وسيلة مناسبة لتقديم المعرفة إلى شريحة واسعة من الراغبين في التعلم،حيث تطورت الطرق لإيصال التعليم من التلفاز والراديو وغيرها حتى وصلنا للتعليم الالكتروني وعبر المنصات التعليمية. التعليم عن بُعد ليس صعبا مثلما يراه البعض، ولا يحتاج لهذا التهويل الذي نراه اليوم، إلى متى ونحن ننتظر أن تنتهي الجائحة وأبناؤنا لم يتلقوا تعليمهم بعد، إلى متى سننتظر دون حِراك؟. هناك ما بين معارض ومؤيد للتعليم عن بُعد، فمن المفترض التعليم ألا يتوقف أبدا ويجب أن يستمر بأي طريقة كانت..نعم هناك تحديات وصعوبات ولكن يجب أن تُذلل.. ولم يحدث هذا التأخير إلا بسبب الظروف التي ألمّت بالعالم أجمع وحفاظا على الأرواح وبأننا لسنا بمنأى عن العالم كله فقد انتهجنا ما انتهجته الدول الكبرى في هذا الحدث. فهناك من كان ينادي بالتعليم عن بُعد والبعض وما نراه اليوم مُستاء منه ويتعذر لعدم وجود الأوقات المناسبة له وكيف ستكون تلك. إلى متى ونحن سنظل على التعليم التقليدي العالم يتطور والتعليم يحتاج للتطور ولمواكبة الحركة التكنولوجية ، فعلينا أن نشحذ الهمم فالمعلم لا يزال يبذل جهده من أجل طلابه ليتمكن من أن يلتقي بهم؛ فالتعليم عن بُعد لن يكون عائقا أمام أحد ربما ستكون الصعوبة في بادئ الأمر وبعدها سيجد ولي الأمر بأن الوضع بات سهلا عليه. فهناك العديد من المنصات التعليمية التي بدأت تظهر وقد عمل وكرس الكثيرون جهدهم؛ من أجل أن تكون وسيلة فعّالة للتعلم، و ومازال البعض معارضا له رغم كل الجهود المبذولة. وهناك من قال بأن الحلقة الأولى لن تستطيع مواكبة هذا التغير كيف لا تستطيع وهي من أكثر الفئات التي تُحبذ طرق التعليم الالكتروني، وأما إن كانت على الأساسيات فمن المفترض أن يكون ولي الأمر قد قام بتأسيسه وتهيئة الوضع له ليكون على استعداد للدراسة فالعبء لا يكون كله على المدرسة، فالأسرة هي المدرسة والمؤسسة الأولى لذلك. أبناؤنا أَولى لأن نعطيهم جُل اهتمامنا فهم نهضة هذا الوطن. التعليم عن بُعد جاء بعد كل المحاولات لإعادة حركة التعليم الذي لابد لأن يستمر وألا تتوقف حركته مهما كانت الظروف والعقبات؛ فالمعلم قادر على إتمام منهجه الذي بدأ عليه..فلا ندع الخوف من القادم ذريعة لعدم الاستمرار. فالأمر بات سهلا وأبناؤنا وطلابنا اليوم أكثر وعياً من ذي قبل في استخدام التقنية، حيث يجدون بها المتعة والإبحار في عالم المعرفة.نحن هذه الأيام ومع قرب وبدء العام الدراسي، بحاجة ماسّة لأن نعيد لأبنائنا الروح المرحة واستقبالهم للمدرسة بروح المتفائل ،وألا نحبطهم بكلامنا الذي يتردد عليهم..نحن قدوتهم وسيخطون خطانا. “فالتعليم ينبغي أن يبدأ، ولا مجال لانتظار زوال الجائحة”لنشحذ هممهم فهناك من ينتظر العودة للمدارس بفارغ الصبر ومنهم من يستمع لمن حوله..فنحن أمام تحدٍ كبير علينا أن نقف جميعنا أمامه،ولندع من التعليم عن بُعد خطوة لمستقبل وتعليم مزهر فالتعليم يحتاج للتغيير وهذه هي فرصتنا فلنبحر ولنطلق العنان لمخيلتنا لأن تبدع فيه.