#مقال / ‏لا نريد مصالحة شكلية بقلم :رحمة بنت صالح الهدابية

اخبار الولاية
بدايةً نقدر و نثمن جهود دولة الكويت الشقيقة والتي سعت من خلالها في الفترة الماضية لرأب الصدع الخليجي الناشئ بين دولة قطر من جهة و بين المملكة العربية السعودية و دولة الامارات العربية المتحدة و مملكة البحرين من جهة أخرى، و نرجو من المولى القدير بأن تكلل هذه الجهود بالمصالحة الحقيقية التي تتمناها شعوب هذه المنطقة بعيداً عن تحقيق الرغبة الأمريكية في ذلك.فحضور و تواجد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة الخليجية التي عُقِدت يوم الثلاثاء بمنطقة العلا بالمملكة العربية السعودية لأمر جميل و لكنه لا يبقى بمثابة الإعلان الرسمي لإنهاء هذا الخلاف ؛ فما خلفته هذه الأزمة من انقسامات و شقاقات بين أبناء الخليج وصل فيها فجور البعض للخوض في أعراض الناس دون الاكتراث بما يربطهم ببعضم البعض من صلة رحم و قرابة و تاريخ مشترك و مصير واحد … وإلخ؛ لتفرقهم سياسة أو رياضة أو غيرها من الأمور بهذا الشكل المخيف. فالفجوة باتت واضحة و عميقة جدا بيننا كشعوب، و العمل على ردمها لا يكون بحضور قمة هنا و هناك أو التوقيع و الامضاء على بعض الاتفاقات المعينة بين طرفي النزاع و إنما نحن بحاجة إلى جهد مضني و جبار تتشارك فيه جميع حكومات دول الخليج لإيجاد الحلول المناسبة لإنهاء ما أحدثته هذه الأزمة على شعوبها من آثار نفسية و معنوية فضلا عن كونها مادية أو التقليل من حدتها على الأقل، و أيضاً بحاجةٍ لجهد العقلاء فقط لإدارة المرحلة القادمة بكل حنكة و مرونة. لا نريد مصالحة شكلية و بروتوكولات خالية من أي رغبة حقيقية لإنهاء هذا الأمر كلياً أو كما أسلفت سابقا لإرضاء الجانب الأمريكي الذي يود حلحلة هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن خدمةً لمصالحه ؛ فنحن كشعوب هذه المنطقة نحلم و نتطلع كغيرنا من شعوب كيانات الدول الأخرى لمستقبل واعد لدولنا و أن يعود خليجنا واحداً كما عهدناه في السابق بإتحادنا وتآزرنا وتكاتفنا. وأخيراً يجب أن يعي الساسة المسؤولين بأن منطقة الخليج تعد اليوم المنطقة الوحيدة الأعلى استقراراً في عالمنا العربي و الاستمرار في مثل هذه النازعات و المهاترات سيضعفها لا محالة و سيجعلها لقمة سهلة أمام الأطماع الخارجية.