مقال : ‏المدرك حقا لا يعود !بقلم : رحمة بنت صالح الهدابية

اخبار الولاية
لطالما تسائلت كثيرا عند سماعي لمقولة ” المدرك لا يعود” إلى ما ترمي إليه هذه المقولة؟ و من هو المدرك؟! و لماذا لا يعود؟!!كل هذه الأسئلة وغيرها كانت تجول بخاطري فور سماعي لهذه المقولة؛ ولكنني الآن أستطيع القول بأنني أصبحت أملك الإجابة الكافية عن كل تلك التساؤلات التي راودتني بهذا الخصوص. لأنني أدركت مؤخرا و بعد عدة مواقف مررتُ بها بأن المدرك حقا لا يعود فهو ليس كالغاضب ولا كالغيور الذي يندفع بكل قوة و تهور حيال ما مر أو يمر به من مواقف و تجارب مختلفة تكون فيها مشاعره وقتية و لحظية وما إن تهدأ ثورة غضبه يعود كسابق عهده من دون أن يُحدث التغيير الذي يُنشده نحو حياة أفضل بعكس المدرك تماما الذي تتسم جل قراراته و تصرفاته بالنضج و العقلانية وقدرته الفائقة على التماهي و التعايش مع  محيطه بشكل يكفل له حياة متزنة يعرف فيها ما يريد وكيف يحصل عليه و متى يدخل هذه التجربة و متى يخرج منها و بأقل الخسائر لما يمتلكه من وسائل و أدوات تساعده على فعل ذلك.   لذلك فإن مرحلة الإدراك و الوعي التي يمر بها أحدنا لا تقتصر على تجنبه للظروف الصعبة  أو الوقوع في المشاكل فحسب وإنما كذلك قدرته على التعامل و التعاطي مع نفس الظروف إذا ما مرّ بها مستقبلا ولكن بشكل مختلف.