#مقال : فاصفح رؤية قيادة وتنمية مجتمع صحي بقلم : جمانه بنت علي بن جمعة الشيدي

اخبار الولاية

إن للحياة قيمها الراسخة ، منهجيتها الثابتة ، ومبادئها المتجذرة من منهل كتاب الله عز وجل والسنة النبوية الشريفة ، حيث أن المجتمعات لا تتقدم أو تزدهر بلا قيم وأخلاقيات حميدة التي تضمن للفرد حياة كريمة ومستقرة ، من هنا جاءت فأصفح رؤية قيادة وتنمية مجتمع صحي .جميل أن نساعد الاخرين كي يحددوا أهدافهم ويغيروا مساراتهم فيما يتناسب مع ميولهم وغاياتهم ومصالحهم الشخصية ، ويعززوا ثقتهم بأنفسهم ويكتشفوا دواخلهم ومكامن قوتهم ليسخروا جهودهم في خدمة المجتمع وبنائه .لطالما هناك بيئة عمل ، هناك نقاش وجدال لذلك الخلاف في العمل جزء لا يتجزأ من العمل بل هو شيء طبيعي بعيداً عن التعصب والتزمت سائرين على نهج الأمام الشافعي في الحوار وإبداء الرأي حين قال : ” رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”، من جانب آخر هناك أسلوب معين ونظام متبع لحل الخلاف حتى لا يتأجج ويثور ويخرج خارج نطاق السيطرة يقول أحد الحكماء : كما تترك بعض الأطعمة تبرد قليلاً ليسهل عليك تناولها ، أترك بعض المشاكل تبرد قليلاً ليسهل عليك حلها ، لذلك يعتبر اختيار التوقيت المناسب هو حلقة الحل الأمثل ، فمن الخطأ الجدال مع شخص غاضب حتى يهدأ ويستكين ثم تعاود الحديث معه مرة أخرى لتوصل إلى الحل بكل بساطة بعد أن تهدأ النفوس .المبادرة بالكلمة الطيبة ، والحديث العذب جميعها محاسن تجعل منك شخصاّ مشرقاً يشع ألماً واستبشاراً في أرجاء بيئة العمل ، يُقبل الآخرين عليك من سماحة محياك، ولين جانبك ، مما يجعل منك شخصاً محط أنظار الجميع . في مجتمع الحياة نحن لا نحتاج سوى الرأفة ببعضنا البعض، الرفق في الحديث ، الليونة في التعامل ، التأني عند إختلاف وجهات النظر وأن نحرص كل الحرص حتى لا يتحول هذا الاختلاف إلى خلافٍ عنيف ، يقال أن : “اللين باللين والودُ بالود والبادئ باللطف تهواه الروح ” لذلك أن غاب اللطف عن تعاملاتنا وفُقد الرفق عن أيامنا أصبحت حياتنا المهنية صعبةً ، عسيرةً لا تطاق .من هذا الجانب كان واجباً إلزامياً ، أن نخلق صداقات وأن نوسع دائرة معارفنا في محيط العمل لما لها من دور في تقوية روابط الود والألفة بين طاقم العمل ، حيث تسود الأخوة والتعاون فيما بينهم ويصبح لدى كل فرد شغف وقابلية لإنجاز الأعمال الموكلة إليه ، وأن نتعلم فن الاصغاء والاستماع للآخرين حيث أنها تعد مهارة يمكن من خلالها تطوير المواهب وتنمية القدرات الشخصية و بناء علاقات ، ومن الضروري أن نعي الظروف التي يمر بها زملائنا في العمل وأن لا نستبق الحكم عليهم لمجرد منظورنا الشخصي فنحن لا نعلم كيف أمضى الاخرين ليلهم وكيف غادروا في الصباح منازلهم تاركين خلفهم أطفالاً رُضع وكبار سن بحاجة للرعاية وأن لا نلقي قراراتنا جزافاً دون دراستها جيداً ودراسة تبعاتها وما سيليها .