#مقال/ولاية صحم.. أنموذجا؟ #بقلم/ راشد بن عبيد بن راشد البادي

اخبار الولاية
الله المُغيث جلَّ في علاه، أوجب علينا الإيمان بالأخذ بالأسباب في كل وقت، وبتاريخ 5 مايو الجاري هبَّت عاصفة رعدية شهدها أبناء الولاية في ليلتها الرمضانية، وتداولتها الصحف والمؤسسات الإعلامية الإخبارية ومحطات التَّواصل الاجتماعية المُختلفة. أخذت واحتوت هذه العاصفة نصيبها من الأضرار المادية والتأثير المُباشر على ولاية صحم. فلماذا الحاجة للوحدات والمؤسسات الحكومية المساهمة الواضحة والمباشرة؟عندما نأتي بالحلول والمخرجات العملية نجد أنفسنا في حاجة مُلحة إلى صياغة خطة واضحة دراسة مُتكاملة؛ ليس إلا، وإنما لتكون النتائج عملية. أولها تحديد المُساهمين أو أصحاب المصلحة بالولاية- ولاية صحم. وإذ نقتبس من وضمن عالمنا الخارجي نأتي بخير مثال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي تُؤكد على ضرورة تعزيز الشراكة والمساهمة والتعاون بين كل من المؤسسات الحكومية والمجتمعات من أفرادٍ وجمعياتٍ خيرية. هي منظومة واحدة مُتكاملة الصور، اندماجها من الأعلى إلى الأدنى، ومن الأدنى إلى الأعلى سيخلق قوة تواصل وتعاون وترابط سيُسهم في دور المصلحة العامة، ومجتمع يصبح بالرغبة والقناعة التامة جسداً واحداً، وتحت منظومة مؤسسات حكوميةٍ بمظلتها العريضة.وإحدى صلاحيات واختصاصات السلطة المختصة بهيئة الطيران المدني والمنصوص عليها في قانون الطيران المدني (رقم 76 /2019): “إصدار التنبيهات والتحذيرات المتعلقة بالأنواء المناخية التي قد تشكل خطراً على سلامة الأفراد والممتلكات …”. وأهالي الولاية لا زالوا يتساءلون عن التفاعل والمُتابعة للعاصفة المدارية من قبل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة وإصدار التنبيهات ما قبل الحالة المدارية. رغم ماذا؟ رغم التكنولوجيا المتطورة والكوادر المتخصصة، تظل التقنيات الحديثة تُبنى من قبل الإنسان، وبناءً لحياة الإنسان أمانةً.ولاية صحم، أنموذجاً؟أساسيات الحياة وحياة الأفراد الطبيعية خرجت عن مسارها، فالبيوت تطايرت أسقفها ومظلاتها الخارجية، فهبت وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية والمساهمات التطوعية من الأفراد بحصرها وتقديم أفضل الحلول، فوزارة التنمية الاجتماعية تُدرك عنصر جودة الحياة، والذي يُعد أحد أهداف التنمية المُستدامة من قبل الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ومن أولويات الحياة، الكهرباء التي انقطعت، فتسارعت مجموعة نماء القابضة بشركاتها المُختلفة المزودة للكهرباء في نفس الساعة التي كانت بها الحالة الجوية لإعادة خطوط الكهرباء وأعمدتها إلى مكانها الأصلي وبصلابة أقوى.المزارع ونخيلها وشعار الولاية (شجرة الليمون) وليمونها المُجفف يُصدّر تجارةً إلى دول العالم، فتأتي وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تهب للاعتناء بالأولويات.صيفٌ سيفتقد الباعة الشابة، براعمٌ من جذور مزارعهم وفاكهة المانجو. ومملكة النحل سوف تنثر رحيقها في صباح اليوم التالي على محطات هادئة من اندماج الطبيعة الخلابة، لا للعشوائيات. فمكتب الوالي بولاية صحم وأعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي هم أصحاب الرسالة لولاية صحم، فيمن يحملونها من دون كللٍ وملل، ويضعونها في كلِ بيتٍ وأرض زراعية، يشهد لها الإعلام أنموذجاً حياً. الحلقات سلسلة عملٍ مستمرة، وإشراف على منظومةٍ اقتصادية هي اجتماعية وهي زراعية وهي بيئية، وهي تكاملية مع بقية الحلقات، قابلة للتجدد.بداية حديثنا أتينا بالجانب المادي، لكن في حقيقة الأمر هناك جانب معنوي أحببنا أن نأتي به في نهاية حديثنا، فوقفة مادية ومعنوية تخفف عناء وتعب ومشقة السنوات التي قضى فيها أحبابنا المواطنون، أهالي الولاية (ولاية صحم) آباؤنا وأجدادنا في هذه المزارع، مزارع ولايتنا التي تعد جزءًا من البساط الأخضر في سلطنتنا الحبيبة، وعلى صدر كل مزرعة نخلة شامخة. تحلّوا بالإيجابية وأيدي التكاتف والتعاون قلباً وقالباً واحد، إن سقطت نخلة رأساً على عقب، فلا تقطعوها بل ارفعوها. وإن استحال، فهنالك فسيلة تستنهض الماضي وذكريات أجدادنا وتضحياتهم من أجل حياةٍ أفضل لجيلنا والأجيال القادمة.