مقال/ الوباء لا يزال يختبئ بيننا. ✍️بقلم / مُنى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية

بعد انقطاعي عن برامج التواصل الاجتماعي، كنت اتمنى أن أعود لها بأخبار سارة، وبكلمات تفاؤلية، كالتي اعتدتُ عليها واعتاد عليها كل من حولي.
ولكن للأسف وأقولها وكنتُ لا أتمنى قولها، وجدت نفسي غير قادرة على أن تصُمد أكثر من تلك المدة التي غادرت بها تلك البرامج.
وجدتُ قلبي يئن أنين الوليد، وقلمي الذي بات باكياً والذي اعتاد على الكتابة ومشاركة مجتمعي بكل ما يحيط به.
إلا أنني عدتُ لأكتب مقالتي هذه التي انتابني بها الشعور بالبكاء مما أرى وأسمع، عدتُ لأكتب أنّات ونبضات قلبي المتسارعة والتي تكتب بنزف من الآهات، قبل أن يكتبها قلمي وأناملي،عدتُ لأشارك كل مريض، وطاقمنا ومؤسساتنا الصحية، وكل من فقد عزيز..
نحن جميعنا مسؤولون عن ذواتنا وأنفسنا وعمن نحب، نحن من يستطيع أن يتحكم بنفسه وبخروجه وبأوقات ارتياده للمجمعات والمحالّ التجارية، نحن من يتحكم بأوقات تجمعاته من عدمها ونكتفي بالسؤال عمن نود الاطمئنان عنهم عن طريق الهاتف.
ماذا سنجني من جراء انسياقنا خلف أهواؤنا؛ وعدم التزامنا بالاجراءات الوقائية التي تعلمناها منذ سنتين تقريبا هل جهلناها أم تناسيناها؟!
وماذا سيجني ذلك الذي آثر الاختلاط بالأصحاء وهو يعلم بأنه مصاب، وكم من المصائب التي سيجنيها بعد رحيل وفقد أعزاء وأحباب عليه..
أنا هنا لا أقف موقف الناصح ولكنني أقف موقف ابنة من هذا الوطن الغيور، وكغيره ممن يحب وطنه وأبناء وطنه، أبكتني تلك الطفلة التي فارقت الحياة مودعة حياتها الطفولية، أبكاني ذلك الشاب الذي ترك أسرته التي لم يتمتع بها، وأبكاني ذلك الرجل الكبير في العمر، وبكيت لإصابة أقربائي ومن يعز على قلبي خوفا عليهم مما أصابهم،ولنرحم من هم في منازلهم ولم يروا الحياة خارجها حفاظاً على أرواحهم.
فمتى سنعي، ومتى سنلتزم، ومتى ستكبر عقولنا وتنضج ومتى سنمتنع عن المصافحة والتجمعات وإقامة الحفلات وغيرها وعدم الالتزام بشتى ما عهدناه وتعلمناه؟! وكم من قائل: نحن أصحاء ولا يوجد بنا مرض فلمَ نعزل أنفسنا؟!
قصة فايروس كورونا ستنتهي، وستلملم أوراقه المتناثرة التي تركها فوق أسطح طاولات المستشفيات مودعاً بالرحيل، وسيرحل بلا عودة ولا رجعة بإذن الله تعالى وذلك بالتزامنا التام والصارم والإرشادات الصحية والتقيد بالاجراءات الاحترازية، وبأخذك التطعيم الذي هو أمانك بعد الله عزوجل، والدوام على الدعاء والتضرع للعلي القدير بأن يُزيل هذا الوباء والبلاء عن وطننا الحبيب وعن الأمة الإسلامية والعربية جمعاء وستعود الحياة لطبيعتها فرفقاً بأحبائكم، ورفقاً بأرواحكم ولنتعظ قبل فوات الأوان، فما زال الوباء مختبئاً بيننا، يكفينا استهاراً وفقد..
‏اللهم إنّا نسألك أن ترفع الهمّ والبلاء، وتزيل الأسقام والوباء، وتُحل الصحة والشفاء.