مقال : في الأزمات اليد الواحدة لا تُصفق ! بقلم : رحمة بنت صالح الهدابية

اخبار الولاية
بعد مرور عام و نصف تقريبا على انتشار جائحة كورونا كان من المفترض أن تكون لدينا الخبرة الكافية في التعامل مع هذا الوباء العالمي للتقليل قدر الإمكان من خطورة آثاره بين الناس، و لكن ما نشهده في و قتنا الراهن من ارتفاع حاد و غير مسبوق في عدد الإصابات فضلا عن ارتفاع عدد الوفيات و امتلاء المستشفيات بالمرضى المصابين أثبت لنا العكس تماما بأننا لا نملك الوعي الكامل و الصحيح للتصدي له و مازلنا غير مدركين بخطورة المرحلة التي نحن فيها. في المقابل نرى عودة الحياة لطبيعتها في كثير من دول العالم بينما نحن عدنا إلى نقطة الصفر بعودة الحظر و إعادة بشكل عام إغلاق الكثير من الأنشطة الحياتية . لا يخفى على أحد ما نمر به خلال هذه الفترة الصعبة من أزمة حقيقية تتطلب منا إدارة حازمة و وفقة جادة للتخفيف من وطأة تأثيرات هذا الفايروس العنيد و نحن نفقد يوميًا عشرات الأرواح علاوةً على ازدياد حجم الخسائر المادية على المستوى الشخصي بفقدان الكثير لوظائهم و مشاريعهم الصغيرة و المتوسطة على حد سواء و على المستوى المؤسسي بشل القطاع الصحي الذي أوشك على الإنهيار بسبب ما يعانيه الكادر الطبي من ضغط شديد  و خسارة الدولة لملايين الريالات و على كافة المستويات نتيجة توقف العديد من المشاريع ذات العوائد المالية الكبيرة عن العمل . تظافر و تكامل الجهود بين الجميع لأمر مهم  و أن يقوم كل واحد منا بدوره المنوط به سواء أكان مواطنا أم  مسوولا فإلاستمرار في تبادل الاتهامات بين هذين الطرفين و تحميل كل طرف الطرف الآخر المسؤولية عن ما وصلنا إليه من تردي الأوضاع دون البحث أو إيجاد الحلول المناسبة للخروج من الظرف الاستثنائي ما هو إلا مضيعة للوقت و سوف يزيد الوضع سوءًا أكثر مما عليه الآن ؛ فجميعا في ذات المركب و يجب أن نضع أيدينا بأيدي بعض حتى نستطيع أن نعبر هذه المرحلة بسلام و بأقل الخسائر .و يتمثل دورك عزيري المواطن بإلتزامك بالإجراءات الوقائية و   الصحية التي تقيك من خطر الإصابة بفايروس كورونا و الإبتعاد عن أماكن الزحمة و التجمعات و أن تكون مصدرًا هامًا لتوعية و تثقيف أفراد عائلتك.أما من الناحية الأخرى على الحكومة ممثلةً بوزارة الصحة ضرورة تسريع عملية تلقيح الشعب و أن يكون متاحًا للجميع دون احتكاره على فئة بعينها تصحبها عملية تنظيم شاملة فما نراه أمام بعض مراكز التحصين من تكدس الناس و عدم التزامهم بالإجراءات الوقائية الصحيحة من تباعد و لبس الكمام له دور في زيادة حالات الإصابة . كذلك نتمنى أن نستقي من بعض تجارب الدول التي نجحت في احتواء الوباء و التعايش معه بشكل طبيعي و تعليق الرحلات من و إلى المناطق المبوءة بالمرض للحد من انتشاره السريع داخل السلطنة. كما نطمع أن يكون لأصحاب الأيادي الكريمة في قادم الوقت دورًا فاعلاً بمساندة الحكومة لتوفير كميات أكبر من اللقاحات أو بإعانة المتضررين من أصحاب المشاريع و المسرحين عن عمل أو حتى توفير بعض الأدوية و الأجهزة التي تحتاجها بعض المستشفيات؛ لأنه في الأزمات اليد الواحدة لا تصفق !.