مقال : هل يلحدون بسببنا ؟! بقلم : عيسى الرقادي

اخبار الولاية

انهالت علينا مؤخرا في ساحات التواصل الإجتماعي العديد من الحركات الشاذة عن الفطرة السليمة والتي تصل إلى التطرف الفكري عند البعض..
والواضح جليا أن ‏‎بعض المساحات لم توجد أصلا لأجل الحوار، إنما وجدت لمآرب أخرى ولا تفيد إلا لتوسعة الفجوة وزيادة الحقد ، لم و لن تصل إلى مستوى الحوار ولا يراد بها وصولا إلى معرفة وفك التباس ، لذلك ترى فيها مدعي علم يغطي نقص معرفته بشتم أو تهكم ! وهلم جرى!
لكن المثير في الأمر والذي لابد أن نبحث عنه فعلا هو ايجاد الإجابات الحقيقية التي تجيب على السؤال الأهم في هذه المرحلة وهو : ( لماذا؟ ) !
ايجاد دراسة مستفيضة ومنصفة في هذا المثار لابد أن تأخذ مساراها باعتدال دون انحياز لطرف دون آخر ، فأن ينوجد جاحد وملحد من مجتمع مسلم محافظ كالمجتمع العماني المشهود له بالسلم وللأخلاق وعدم التطرف لمبعث فضول لابد في البحث فيه بإمعان !
بدايات الملحدين من مجتمعاتنا تبدأ بأسئلة وجودية غالبا ما تكون بريئة في المغزى أو المقصد في بدايتها ، ثم الإنحدار العجيب الذي يصلون إليه والذي يصل بهم إلى ” بداية الطريق إلى جهنم ” كما عرّف أحد الملحدين ذاته في إحدى المواقع !..
لربما منهم من نشأ من بيئة متزمتة فيها الردع أكثر من الترغيب ، أو أنها تنوجد من نواقص في فكرة معينة أو أسلوب معين جرفه إلى استقصاء مالا تستطيع مداركه مجابتهها ، أو ربما نتاج أسلوب ديني في المجتمع ولا يتناسب مع المرحلة الحالية، أو اسباب أخرى عديدة نجد أننا بحاجة ماسة للتدقيق في ماهيتها ومعطاياتها بإستفاضة ..
فالواضح جليا من خلال التزايد في عدد الملحدين ( تحتاج هذه المعلومة لمعطيات أدق لا امتلكها ولكن الأحرى أن نقول تزايد ظهورهم في الساحة ) ، لا بد أن توعز إلى وجود فكرة أو سؤال بريء في بدايته يسعى له إلى حل أو حقيقة غُيّبت عنه في وقتها فيبدأ بالبحث ، وفي رحلة بحثه يجد نفسه كفتات خبز أو سكر يلتف حولها من يحاول أن يقودها إلى مأربه زادا له، والذي يصل به إلى ما يظهر لنا في الساحة من تهكم في ذات الله تعالت قدرته وجلت !..
تماما كحركة بعض النسويات ، تكون في الأساس فكرة بريئة وصادقة في دفع ظلم من بعض الأسر ضد نسائهم ثم تجد من يساند فكرتها بعيدا عن محيطها فتنقاد بعضهن إلى مالم تبحث عنه في البداية ولم تعمد له، فقط لأنها لم تجد من يحتضن كل ذلك المثار الذي يدور بداخلها أو تحاول الوصول إليها أو من يستعيد لها حق صادق لها !،. فتتحول فكرتها البريئة إلى انقياد أعمى لا تدرك مآربه إليها بسهولة ! ( أقول البعض وليس الكل).
كل ما أردت قوله والعذر على الإطالة تماما كما قالها أحد الاخوة في إحدى المساحات التويترية اليوم ، أنه من غير المنطق أن أحاور جاحدا بالقرآن بلغة القرآن حتى وإن كنا نعلم ضمنيا مقصد المحاور في الدفاع عن الإسلام والقرآن، لكننا نحاور شخصا يتهكم على الذات الإلهية فكيف أحاوره بما هو وصف لكلام الله؟ !، لغة الحوار هنا لا تناسب المقام فنجد حينها آذاننا تتأذى برد لا تتحمل قلوبنا وعقولنا لسماعه ! ..
البحث المستفيض ودراسة المسببات التي ربما تكون أصلا في أنفسنا أولا ، أو منازلنا ، او منابرنا ، أو مشايخنا، أو مناهجنا أو مدارسنا أو جامعاتنا ، لأن كل ملحد يخرج من بيننا لابد أن نبحث في أنفسنا أولا عن المسببات قبل ان نلقي اللوم عنه ، وايجاد المسببات حينها بمثابة تشخيص مرض يسهل علينا حينها ايجاد ما يناسبه من العلاج، فإعطاء حبتا ” أدول” لشخص ينزف لن توقف نزيفه!
لحين انشاء الدراسة التي أقصد ، ولحين إيجاد الحلول المناسبة كما ونوعا للمسببات ، نقول الأهم الآن : عليكم بأنفسكم ثم بيتكم ثم بيتكم ثم بيتكم!