مقال/‏الخمر آفة ملعونة بقلم / رحمة بنت صالح الهدابية

اخبار الولاية

غضب الناس و امتعاضهم الشديد على افتتاح محلات الخمور مؤخرًا في السلطنة لم يأتِ من فراغ لما لهذه الخمور من أضرار كثيرة على المجتمع بأكمله و ليس على فرد بعينه، و انتشار مثل هذه الظواهر الخبيثة قد تورث غضب الله سبحانه و تعالى و سخطه.
فالخمر آفة ملعونة ولو لم تكن كذلك لما لعن  المولى – عز وجل- شاربها و حاملها و مبتاعها مصداقا لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – : ( لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ ). و ما نهانا عنها في مواضع أخرى كقوله في محكم كتابه العزيز عندما قال : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (219) (البقرة)، وأيضا قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ  (91)  (92) (المائدة)
ليتضح لنا من خلال هذه الآيات الكريمة بأن آثار هذه الآفة اللعينة لا تقتصر على ذهاب عقل شاربها أو حتى ضياع ماله فحسب و إنما تتعداه إلى تفكيك أواصر و روابط المجتمع بتشتت و تفرق أفراد الأسرة الواحدة ليكون أبناء هذه الأسرة أكثر عرضة عن غيرهم للانحراف و الانحلال الأخلاقي بسبب غياب دور المربي الذي يقوم بتوجيههم و تقويم سلوكهم عند وقوعهم في الخطأ، ناهيك عن عدم استتباب الأمن و استقراره بسبب ارتفاع معدل الجريمة فيه، و تدمير حياة و مستقبل الشباب بتسهيل لهم طريق الرذائل و المنكرات ما يعنى ذلك انتشار للكثير من الأمراض و الأوبئة نفسية أكانت أم عضوية جرّاء أدمانهم لهذه المواد المسكرة ليكون بذلك مجتمعًا ضعيفًا فاقدًا لأبسط أسس الحياة السليمة و الصحيحة .
أما عن الأصوات الشاذة التي خرجت ترحب و تؤيد بهكذا قرارات بحجة انعاش الاقتصاد الوطني أقول لأصحابها لن ينمو  اقتصاد بلادنا بمالٍ حرام بل سوف ينمو و ينتعش بتنويع مصادر دخله و وضع الخطط و الرؤى المناسبة لذلك و قطع دابر الفساد بعملية إصلاحية حقيقية و شاملة أما عدا ذلك فهو مجرد وهم و عبث و سنعاني جميعًا من انتكاساته أيما معاناة.
و أخيرًا.. نحن في بلد مسلم و من المفترض احترام تشريعات دينه الإسلامي الحنيف بتحرك الجهات المعنية بوقف هذه المهازل قبل فوات الأوان و التي لن تجلب لنا سواء الخزي و العار.
همسة.. يبقى الحرام حرامًا و إن ألبسوه ثوب الحلال!