مقال : على صحم يخيم الحزن بقلم : عائشة سليمان القرطوبي

اخبار الولاية
مقال : على صحم يخيم الحزن
بقلم : عائشة سليمان القرطوبي
في يوم الثلاثاء العاشر من أغسطس تفجع صحم بالخبر الصادم ، خبر وفاة ثلاثة زهور من أبنائها في حادث سير مؤلم ، ريم الأم الصغيرة ، التي كانت في قلبها أمنيات تتمنى أن تراها حقيقة ، طه الطالب المجتهد ، الذي كان لديه أحلام في مخيلته ليحققها ، علي الصغير الذي ما كان يدرك الحياة و ما حولها سوى ضحكاته و إبتساماته البريئة بطفولته التي لم يعشها ، إستقبل أبناء صحم الخبر في ذهول و شك من صحة الخبر ، الجميع يرفض أن يصدق الخبر ، الجميع لا يستوعب ، الجميع في صدمة ، الجميع يبحث من يحمل أكذوبة للخبر ، الجميع يتطلع إلى خبر ينفي ما تلقوه ، الجميع يتمنى لو أن الخبر غير صحيح و إنها إشاعة ، أو إنه تلابس في نقل الخبر ، بقي الجميع بين ذهول و تشكك و نفي و رفض للخبر ، لا قلب يحتمل و لا عقل يستوعب و لا جفون تنسدل ، لكن أأسفنا جميعاً صحة الخبر ، خبر أوجع قلوبنا و أفجعها ، و إنقبضت القلوب حزناً ، إمتلأت العيون بالدمع ، الحقيقة المؤكدة التي لا يمكن إنكارها ، فاجعة و مصيبة كبرى حلت على صحم ، حزن كبير يخيم عليها في جميع أرجائها ، لكن – نؤمن بأنه قضاء الله وقدره ، و لا نقول إلا ما يرضي الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، عظم الله أجركم يا أهل صحم ، عظم الله أجركم عائلتي الزعابي و المريخي ، و صبراً على مصابكم الجلل ، معكم قلوبنا ، و حزنكم حزننا ، و عزاءكم عزاءنا، تألمنا و نتألم لألمكم و أتعبتنا غصة الرحيل ، بكينا لفراق أحبتكم ، و لم يفتر حزننا بعد و غصة فراق الزهور الثلاث و ننصدم بخبر رحيل الزهرة الرابعة من زهور صحم ( جلنار ) ، التي لطالما إنتظرنا شفاءها و خروجها من المشفى معافاة و بكامل صحتها ، لطالما توجهنا بالدعاء لله تعالى أن يرفع عنها البلاء لتخرج لأمها التي أتعب قلبها مكوثها في العناية المركزة ما يفوق الشهرين ، كنا على أمل أن نسمع عنها خبراً ساراً يفرح الجميع و لكن مشيئة الله سبقت ، القلوب مثكلة و العقول منذهلة ، من هول الفواجع ، و لا نملك إلا الدعاء و الرضى بقدر الله متضرعين له عز و جل أن يتغمدهم بواسع رحتمه و أن يحشرهم مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
عظم الله أجرك يا صحم .
عطم الله أجركم يا أهل صحم
و رحم الله كل روح صعدت إلى بارئها و أسكنهم جميعاً أعالي الجنان .