السلامة والصحة المهنية هي علم مهم جداً؛ يهدف إلى حماية العاملين بالمصانع ومنشآت العمل من الحوادث المحتملة التي قد تتسبب بإصابات للعامل أو وفاة لا قدر الله؛ حيث تُعنى بأمان العمال، واحترام حقوقهم والحفاظ على بيئة عمل سليمة، وتساعد على حماية العاملين والحفاظ على صحتهم وتعزيز قدرتهم على أداء العمل، بما يصب ذلك في النهاية لمصلحة العمل ذاته.
من هنا تبذل دائرة الشؤون البلدية بصحم جهداً واضحاً في الحملة التوعوية الصحية حول أهمية السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل والأنظمة تحت الشعار الذي أطلقته بلدية شمال الباطنة تحت عنوان (معا لتطوير وتنمية الصناعيات) وذلك حرصاً منها على تطبيق الاشتراطات الصحية الواجب اتباعها في المنطقة الصناعية.
حيث أنها تلعب دوراً كبيراً متمثلة في التوعية وقسم الإعلام من خلال زيارتها للعاملين بالمحال والورش المهنية بالمنطقة الصناعية؛ ولتوجيههم وإعطائهم النصائح والإرشادات التوعوية وذلك للارتقاء بالمنطقة الصناعية وحفاظاً عليهم.
ومن ضمن الأهداف التي تسعى إليها دائرة الشؤون البلدية بصحم للعاملين بالمنطقة الصناعية والتي تساعدهم من إصابتهم لأي ضرر قد يصيبهم: حماية البيئة المحيطة لهم، والمنشآت والمعدات والأجهزة التي تستخدم في العمل، مما يجعلهم يشعرون بالطمأنينة والأمان والاستقرار في مهنتهم، وتوفير سبل الأمان من خلال وقايتهم من الإصابات بأي خطر من الأجهزة والمعدات المستخدمة.
ومما نعلمه بأنه لا بد للعامل أن يحمي نفسه من أي شيء قد يُعرضه للخطر، ففي إحدى الصور التي شاهدتها على إحدى الصحف؛ امرأة كانت تعمل على مخرطة في مصنع في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية دون أن تحمي عينيها بواقٍ يحميها. وفي يومنا طبعاً لا يُسمح بهذا الأمر في معظم البلدان الصناعية التي تلتزم بمعايير الصحة والسلامة المهنية للعمال، وهذا ما لاحظته فعلا عند مرورنا على أحد المصانع وعندما نجوب بعض الأماكن الصناعية، وذلك بالتزام العمال بوضع العازل الذي يحمي أعينهم من أخطار الشرار المتطاير عند قيامهم بالأعمال التي يعملون بها مسببة الخطر على أعينهم.
وما تسعى إليه دائرة الشؤون البلدية بصحم وبشدة وبصرامة اتباع العامل لتعليمات المؤسسة التي يعمل بها والحذر عند تنفيذ المهام المكلف بها؛ وإبلاغ صاحب العمل على الفور عند حدوث أي خطر أو مشكلة في مكان العمل.
ولصاحب العمل دورا كذلك لحماية العاملين من حيث تدريبهم على تفادي الأخطار، وصيانة المعدات بشكل مستمر والتنسيق مع الدفاع المدني عند حدوث حرائق أو مشكلات أخرى للتعامل السريع معها.
وتلعب كذلك دورا مهما في الصحة والسلامة المهنية في بيئة العمل من أجل ضمان سلامة العاملين فيها،وذلك لخلق بيئة واعية وإيجابية تجاه تجنب المخاطر، وليس ذلك فحسب، بل لكل من يرتاد تلك المنشأة خوفا من إصابتهم بشيء ربما يكون عائقا أمامهم من أي عمل قام به العامل وعرّضهم للخطر. فمقالي هذا يحتاج لسلسلة لأن اكتب فيه والذي فعلا يحتاج لذلك ولطول موضوع الصحة والسلامة المهنية .
وكذلك من الأعمال التي قامت وما زالت تقوم بها دائرة الشؤون البلدية التنظيف أمام المحال وتجميل الواجهات والأماكن وتبسيط وتسهيل إجراءات وتخليص معاملات المواطنين، والتوعية المستمرة التي تقوم بها دائرة التوعية والإعلام فيها.
ويقال السلامة للجميع، ويقصد هنا أنها مسؤولية الجميع وتكاتفهم ليعيشوا في بيئة عمل آمنة ومطمئنة؛ ولابد من وضع نظام يُؤَمِن لجميع العاملين الصحة والسلامة والأمان في مكان العمل؛ وتثقيفهم فهذا واجب وطني للجميع، ولهذا تقوم دائرة الشؤون البلدية بصحم بواجبها المستمر تجاه ذلك دون أن تتوانى عن عملها المنوط لها حفاظا على كل العاملين من أي خطر قد يعتريهم ويصيبهم.