مقال “الأرض الطيبة لا تنبت إلا طيبا”✍️إعداد/#صوت_صحم_للإعلام…

اخبار الولاية
..”الحمدُلله حمدَ الشاكرين، على ما أنعمَ به علينا من نعمة الأمن والاستقرار، وأن جعلَنَا أمةً متلاحمةً، يتآزر أبناؤها صفاً واحداً، لا ينالُ من عزائمهم هول الشدائد والمحن، متسلحين بروح الصبرِ، والبذلِ والإخلاصِ لهذا الوطن العزيز”نبدأ مقالنا بخطاب من جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد حفظه الله ورعاه. الذي حمل بين طياته الكثير من الحِكم ومن نِعم الله على أهل عمان الحبيبة. لقد شاءت الأقدار أن تتعرض بلادنا لأنواء مناخية ولإعصار شاهين؛ الذي طال بعض ولايات السلطنة ماراً مروره المدمر على السويق والمصنعة والخابورة وعلى أجزاء من ولاية صحم. فلم تكن ليلة الثالث من أكتوبر كأي ليلة هادئة يخلد إليها الجميع للنوم بسلام وأمان وأنتم تعلمون مما حدث به.. بعدها جاء يوم الثامن من أكتوبر اليوم الذي أبهج الجميع بالعطاء وصنيع من الإبداع ومختلف القيم من روح التعاضد والتكافل والتماسك وحب الخير وجميع القيم التي يتصف بها مجتمعنا العماني الأبيّ. فقد هبّ الجميع مشمرين عن سواعدهم متطوعين بمالهم وحالهم من أجل أبناء الولاية ولراحتهم. متلطخين بالطينِ الذي هم منه خُلقوا ومشكلين ملحمة وطنية كبرى في البذل والعطاء. فــ “في الأزمات تحترق القشور فيظهر اللب، وتنجلي المعادن فيذوب المقلّد ويلمع الذهب” فأبناء الولاية لمع وسطع ذهب معدنهم وأبهج الأنظار حيث التطوع عنوان لهم؛ فقد جاء الجميع رافعين أيادهم ملبين النداء ومخبئين أيادهم بما جادت بها وهم يؤثرون على أنفسهم رغم أنهم يحتاجون ما عملت أيدهم؛ وحاملين أدوات التنظيف للبيوت التي تضررت للأودية غير آبهين للمتاعب، بل جعلوا عرق جبينهم سعادة لهم دون أن يشعروا بما يقومون به؛ بل كانت ضحكاتهم تعلو مُحياهم مستمتعين بالعمل. حيث أننا نشكر جميع المتطوعين من أبناء الولاية وجميع الفرق التطوعية التي دأبت على تسهيل المعيشة وعودة جزء مما عانته تلك الأسر التي لحقها مما خلفه الإعصار بعد رحيله.. إنهم لبوا نداء الوطن فهرعوا متطوعين لا ينتظرون شهادات ولا تكريم هبوا من ذوات أنفسهم لهذا العمل التطوعي الذي شهده العالم أجمع فأي تطوع بعده يأتي وقد تشابكت أياديهم وأجسادهم وكأنها جسد واحد..فشكرا لكل يدٍ شمّرت عن ساعدها ولكل روح وعرق جبين بُذلت منكم يا أبناء ولاية صحم فقد أثبتم جدارتكم بأنكم تستطيعون على تحدي المِحن وتحويلها لمنح، وسطرتم لأبنائكم من بعدكم سطوراً من ذهب، شكرا عظيما لكل جهد بذلتموه في هذه الولاية وللوطن الغالي..فمن منبرنا نرفع لكم قبعة التقدير والشكر ونتوج جهودكم بوسامِ الفخر والاعتزاز فأنتم بُناة هذا الوطن والتاريخ يشهد لكم..وأن أيديكم التي أزالت الأتربة واليد التي أخفت عطاؤها ستجده في سعادتها وفي بيوتها دمتم معطائين ودام عطاؤكم وما زال العطاء مستمرا من أيديكم ورائحته تفوح بعبير صنيع عملكم.. وأثبتم أن الأرض الطيبة لا تنبت إلا طيبا؛ فشكرا لكم لاجتماع سواعدكم وقلوبكم؛ ونتوجكم على منصة العطاء لجهودكم الدؤوبة لتلاحمكم وعطاؤكم وتآزركم ؛ فعيون العالم كانت تنظر لكم وبرهنتم أنكم يدا واحدة أمام العواصف والمِحن دمتم ودام عطاؤكم فأنتم فخر لعُمان وأسماؤكم تُوِجت في السماء وبين الأسر المتضررة بالدعاء.. “فالأرض الطيبة لا تتبت إلا طيبا” هكذا أنتم يا أبناء ولاية صحم..